الحمد لله الذي فـتح أبواب الجـنـان لعباده الصائمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسـلين، المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه الطيـبين
الطـاهرين، ومن تبـعه وسار على دربه، واهتدى بهديه واستـن بسنــته، ودعا بدعوته إلى يوم الدين، أمـا بعد:
فموضوعنا إخوة الإيمان في هذا اليوم اول رمضان المبارك بعنوان رمضان شهر الفتوحات والانتصارات
إخوة في منتديا الكل مسلم اخوة الإسلام في مشارق الارض ومغاربها إن شهر رمضان شهر الفتوحات والانتصارات لأمة الإسلام فكما كتب الله فيه الصيام على
المسلمين بقوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ..هو الذي كتب الجهاد على الأمة بقوله تعالى : كتب
عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنت لا تعلمون ..
فالذي فرض الصيام هو الله ، والذي فرض القتال هو الله ، وجهاد لن ينفصل عن الدعوة إلى الله إنما غايته إعلاء كلمة الله في الأرض ، ومقصوده تحقيق عبادة
الله وحده لا شريك له وإزالة طواغيت العالم أينما كانوا وحيثما وجدوا ،
وقال الله : وقاتلوا ائمة الكفر فقال عليه السلام (الجهاد ماض في امتي الى يوم الدين )
اخوتي اخواتي الافاضل
اعلموا أن أعظم طاعة يقدمونها وأجل قُربة هي الجهاد في سبيله لإعزاز دينه وإعلاء كلمته وأن أعظم هدية من الله لهم وأجزل مكافأة في الدنيا هي نصر
وتمكين وأن رمضان شهر الكرم وشهر القربة من الله وشهر الرحمة لعباده المتقين وشهر نزل فيه القرآن على رسوله فهو إذنْ شهر يعز فيه وينصر. فكان في
هذا الشهر أعظم غزوات رسول وفيه أعظم فتوحاته تلك الفتوحات التي أرست دعائم دولة الإسلام، وأعلت بنيانها وأذلّت ناصية كل أمة لها فكان رمضان في
أذهان أمة محمد شهر الانتصارات والفتوحات, شهر تتوسع فيه دولتهم ويعز فيه دينهم. شهر بدر الكبرى وفتح مكة وعين جالوت والقسطنطينية واليرموك.
هكذا كان رمضان في أذهان الصحابة وتابعيهم وتابعيهم. شهر الرحمة والطاعة والفتوحات والانتصارات.
قال تعالى
فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقتل في سبيله الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما وما لكم لا تقاتلون في
سبيله الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنتا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك
نصيرا الذين آمنوا يقاتلون في سبيله الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا)
قال القرطبي رحمه الله : حض على الجهاد وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب ويفتنونهم عن الدين
فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده وإن كان في ذلك تلف النفوس وتخليص الأسارى واجب على جماعة
المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال وذلك أوجب لكونها دون النفوس إذ هي أهون منها . إ.هـ كلامه رحمه الله .
عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال : قال رجل يارسول الله ائذن لي في السياحة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن سياحة أمتى الجهاد في سبيله الله ) .
قال المناوي رحمه الله في شرح هذا الحديث: ( إن سياحة أمتي ليست هي مفارقة الوطن وهجر المألوفات وترك اللذة والجمعة والجماعات والذهاب في الأرض
والانقطاع عن النساء وترك النكاح والتخلي للعبادة بل هي الجهاد في سبيله الله أي قتال الكفار بقصد إعلاء كلمة الجبار ) إ.هـ كلامه رحمه الله .
نعم إن قيام ساعة في الصف للجهاد في سبيله الله خير من تهجد ستين سنة بل هو خير قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( قيام ساعة في الصف للقتال في سبيله الله خير من قيام ستين سنة ) ..{ رواه الإمام أحمد }..
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( موقف ساعة في سبيله الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود ) ...{ رواه ابن حبان في صحيحه }
والحكمة من ذلك أخوة الإسلام أن القيام يعود نفعه لصاحبه أما الجهاد فيعود نفعه على أمة الإسلام .
إن المجاهدين في هذا الزمان هم أنصار الله فهم يذودون عن حرمة الإسلام وأعراض المسلمين ، وهم منتصرون بوعد الله القائل : (وعد الله الذين آمنوا منكم
وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون
بي شيئا) ...وهم الطائفة المنصورة بوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من
خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك..{ أخرجه مسلم }
وأنتم أيها الأخوة المؤمنون ألا تحبون أن تعيدوا أمجاد أجدادكم العظام في رمضان؟ أجدادكم الذين سطروا أعظم وأروع الانتصارات في شهر رمضان المبارك،
لتتم هذه البشرى، بشرى رسولنا صلى الله عليه وسلم، وتفتحون روما معقل البابوية الأول في زماننا؟
ألا تتوقون إلى أيام العزة و الكرامة؟
ألا تتوقون إلى أيام الانتصارات والفتوحات؟
ألا تحبون لقاء الله؟
ألا تحبون الشهادة في سبيل الله؟
ألا تطمعون بنوال رضوان الله؟
ألا تشتاقون إلى الجنة؟
نسأل الله عز وجل، في هذا اليوم المبارك من أيام اول شهر رمضان الفضيل، أن يقر أعيننا بنصر المجهادين في مشارق ارض ومغربها وأن يجعلنا من جنودها
الأوفياء المخلصين. وأن يعيد لأمة الإسلام أيام عزها ومجدها ويمكن لها في الأرض، نسأله سبحانه وتعالى أن يكون ذلك قريبا وعلى أيدينا وفي رمضان. إنه
سبحانه ولي ذلك والقادر عليه